تحسين محركات البحث (SEO) هو أحد مهام التسويق الرقمي التي يُمكن إدراتها داخل شركتك من قِبل شخص يعمل ضمن فريقك أو يٌمكن الاستعانة بمصدر خارجي لأدائها. يعد هذا الدور بالغ الأهمية، وذلك لأن حٌسن إدارته هو الأمر الذي يحدد كيفية ظهورك في محركات البحث مثل جوجل، ويحدد كيف تبدو قوائمك وعدد العملاء الجدد الذين تجذبهم من خلال البحث.
نظرًا لوجود أكثر من 3.5 مليار عملية بحث يوميًا عبر محرك جوجل فقط، فإن الاستفادة من هذا الأمر تعتبر فرصة لا يمكن للشركات تفويتها.
ولكن يبقى السؤال قائمًا. هل أنت بحاجة إلى توظيف خبير داخل الشركة لأداء مهمة تحسين محركات البحث أم عليك الاستعانة بوكالة ما؟ لنستعرض بعض العوامل التي تساهم في اتخاذ هذا القرار حتى يسهل عليك معرفة ما هو مناسب لمؤسستك.
تعرّف على مهام خبير تحسين محركات البحث قبل اتخاذ القرار
في كثير من الأحيان يشير الأشخاص إلى تحسين محركات البحث بأنها وظيفة لشخص واحد تحت مسمى ”خبير تحسين محركات البحث“. في الحقيقة، إن هذه المهمة تعتبر متعددة الأوجه ويتم التعامل معها عادةً من قِبل العديد من الأشخاص. سيتم ذكر أكثر هذه المهام شيوعًا في التالي.
بحث الكلمات المفتاحية: الكلمات المفتاحية هي العبارات والكلمات التي يكتبها الأشخاص داخل محركات البحث عندما يبحثون عن شيء ما. يقوم المتخصص عند إجراء البحث عن الكلمات المفتاحية بتقييم الكلمات الفعلية التي يبحث عنها الأفراد، ويحدد الكلمات التي تتوافق مع العمل وأهدافه، ويحدد مدى صعوبة أي كلمة مفتاحية معينة في أن تحصل على ترتيب جيد في محركات البحث.
رغم أنه ليس هناك حاجة لإجراء هذه المهمة بشكل متكرر، إلا أنه يجب تقييم الكلمات المفتاحية بانتظام لضمان الاستفادة من أي كلمات مفتاحية جديدة وللتأكد من أن الكلمات المستخدمة لا تزال مناسبة للعمل.
بحث المنافسين: بصفة عامة، أقول للشركات ألاّ تبدي كثيرًا من القلق بشأن ما يفعله منافسيها، لأن ذلك قد يؤدي إلى تشتيت رؤية علامتهم التجارية وهويتهم الخاصة. ولكن عندما يتعلق الأمر بتحسين محركات البحث، فإنه من الجيد دائمًا متابعة ما يفعله المنافسون لتتمكن من معرفة الجوانب المشبعة بالفعل في المنافسة والفرص التي يمكنك الاستفادة منها بسهولة أكبر.
التحليلات: لقد تناولت دور محلِّل التسويق الرقمي في مقال مخصّص لأنه في الحقيقة يعتبر دور بحد ذاته. يجب على محلِّل التسويق الخاص بك أن يكون قادرًا على التعامل مع مختلف جوانب تحسين محركات البحث لكي تتمكن من معرفة ما إذا كنت تحقق الاستفادة من الجهود المبذولة. ستقرأ المزيد حول كيفية تداخل هذه الأدوار بعد قليل في القسم الخاص بمؤشرات الأداء الرئيسية لتحسين محركات البحث.
الاستراتيجية: يُنشئ خبير تحسين محركات البحث خطة للمهام التي من شأنها تحسين موقع الويب من خلال استخدامه للبحث والتحليلات. كما هو الحال مع مهام بحث الكلمات المفتاحية وبحث المنافسين، هناك استثمار كبير للوقت عند البدء في العمل، ولكن بمجرد تنفيذ الخطط، سيصبح الأمر متعلقًا بمراقبة النتائج وإجراء التعديلات حسب الحاجة.
تحسين الروابط: تؤثر الروابط الموجودة على صفحاتك — ما إذا كانت تعمل وإلى أين تؤدي والكلمات التي يتمّ إضافة الرابط إليها — على كيفية عرض موقعك بواسطة محركات البحث. سيفحص خبير تحسين الروابط جميع الروابط الحالية للتأكد من أنها توفر لك أقصى استفادة ممكنة، كما سيعمل على إيجاد فرص لتحسين الروابط الموجودة على صفحات موقع الويب.
الوصول: تعد سمعة موقعك الإلكتروني وشهرته أحد العوامل التي تساهم في تحسين محركات البحث. لقد حاولت الشركات في الماضي التلاعب في النظام من خلال شراء روابط أو وضع روابط على الكثير من المواقع الإلكترونية منخفضة الجودة أو غير المرغوب فيها، إلا أن هذه الطرق لم تعد تعمل اليوم، بل ويمكن أن تضر ترتيب موقعك على محركات البحث. يساعد خبراء التواصل في الحصول على روابط خارجية عالية الجودة على مواقع ويب حسنة السمعة من خلال عدة أمور كوضع مقالة أو تدوينة استضافية، وتوفير اقتباسات للمقالات وإبقائك على القوائم المحلية.
التطوير: كما هو الحال مع التحليلات، لقد تم تغطية مهام المطوِّر في مقال منفصل أيضًا. هناك العديد من مهام التطوير التي لا ترتبط بعناصر تحسين محركات البحث، إلا أن بعض هذه المهام ترتبط بشكل وثيق. على سبيل المثال، إن بنية مسارات الصفحات (URLs) ، وعدد مرات تحميل الصفحة، وطريقة ترميز الصفحات وملفات (htaccess. و robots.txt)، وبيانات التعريف، جميعها تؤثر على تحسين محركات البحث أيضًا. قد يتم معالجة هذه الأمور من قِبل المطوّر أو بواسطة متخصص تقني في تحسين محركات البحث.
المحتوى: لقد تم تغطية دور كاتب المحتوى التسويقي في مقالة أخرى أيضًا. قد لا تحتاج إلى تحسين كل المحتوى الخاص بك، ولكنك سوف تُحرز تقدمًا أكبر إذا تمت كتابة المدونات وصفحات الويب الخاصة بك بطريقة تستخدم استراتيجية الكلمة المفتاحية وتتّبِع أفضل ممارسات تحسين محركات البحث.
ضع في اعتبارك الموارد اللازمة لأداء المهام
المهارات
- تحسين المواقع تقنيًا لتتوافق مع محركات البحث
- تحسين محركات البحث الداخلية
- تحسين الظهور في محركات البحث محليًا
- تحسين محركات البحث على الأجهزة المحمولة
- كتابة الرموز البرمجية (HTML, CSS, JavaScript)
- بحث الكلمات المفتاحية
- التحليلات
- الإلمام بمختلف محركات البحث وعوامل الترتيب
الأدوات
- أدوات جوجل (Google Analytics, Google Search Console)
- أداة Moz
- أداة SEMrush
- أداة Ahrefs
- أداة Brightedge
- أداة Majestic
الوقت
لقد وصفت تحسين محركات البحث في مقال “تسلق شجرة التسويق الرقمي” بأنه من ” الثمار المتوسطة”. فهو أمر لا يمكنك رؤية نتائجه بشكل سريع ويستغرق وقتًا لتحقيق النتائج، كما أن هناك بعضًا من مهام تحسين محركات البحث التي لا تتم بشكل متكرر. على سبيل المثال، سيتم إجراء بحثك مرة واحدة ثم يُترك لفترة من الوقت. قد يكون العمل على الجوانب التقنية لمحركات البحث لديك عملاً قصير الأجل أيضًا.
وعلى العكس من ذلك، من المرجح أن يكون إنشاء الروابط والمحتوى الخاص بك عملاً مستمرًا، مع إجراء التحليلات التي توفر إحصاءات دورية حول كيفية سير العمل. وفقًا لحجم استراتيجية تحسين محركات البحث لديك، فإن بعض هذه الجوانب تعد وظائف بدوام كامل، في حين أن جوانب أخرى قد تكون قائمة على المشروع أو بدوام جزئي.
حدد كيف يبدو تحسين محركات البحث أمرًا ناجحًا بالنسبة لمؤسستك
كما ذكرت، قد يستغرق ظهور نتائج تحسين محركات البحث بعض الوقت نظرًا لوجود العديد من العوامل. على سبيل المثال، إذا قمت بكتابة صفحة محسّنة ولم يستخدم أي من منافسيك الكلمة المفتاحية التي تستخدمها لهذه الصفحة، فأنت لا تزال في انتظار جوجل لأن تقوم بتتبع ارتباطات الصفحة وفهرستها قبل أن يبدأ الأشخاص في رؤيتها في محركات البحث.
إذا كان هناك منافسون يستخدمون هذه الكلمة المفتاحية، أو كان هناك جوانب تقنية تعيق ظهور موقعك الإلكتروني، أو إن كانت محركات البحث لا تعتقد بأن موقعك هو المصدر الأكثر موثوقية للمعلومات حول الموضوع، أو إن كانت لا تثق بسمعتك، فقد يستغرق الأمر عدة شهور قبل أن تبدأ في رؤية النتائج.
خاصة في الأيام الأولى لبدء إستراتيجية تحسين محركات البحث، عليك التركيز على قياس أمور مثل تصحيح الأخطاء وقياس المهام المكتملة أكثر من التركيز على زيادة عدد الزيارات. ستجد في التالي بعض مؤشرات الأداء الرئيسية كأمثلة.
مؤشرات الأداء الرئيسية
- عدد الزيارات غير الممولة
- ارتفاع ترتيب الكلمات المفتاحية
- أخطاء الزحف
- معدل الارتداد
- معدل ارتداد الصفحة
- الروابط الخارجية (باك لينكس)
- الروابط المعطلة
- قوة اسم النطاق (دومين أُثورتي)
اتخاذ القرار النهائي: هل عليك الاستعانة بمصادر خارجية لتحسين محركات البحث أم عليك الاعتماد على الموارد الداخلية؟
تتطلب تهيئة موقعك للظهور في محركات البحث الكثير من الجهد. على الرغم من أنك قد تكون قادرًا على توظيف خبير واحد لتحسين محركات البحث، إلا أن هؤلاء الخبراء غالبًا ما يبرعون في مجال واحد، وهو ما يتطلب فريقًا لتحسين ظهور موقعك الإلكتروني في محركات البحث. قد يكون خيار تعيين فريق لتحسين محركات البحث داخل الشركة أمرًا مبالغًا فيه بالنسبة لمعظم الشركات. هناك احتمال كبير في أن تحصل على نتائج أفضل باستخدام طرق ذات كفاءة وفعالية أكبر من حيث التكلفة إذا قمت بالاستعانة بمصادر خارجية لتحسين محركات البحث.
احصل على فريق التسويق الرقمي الذي تحتاجه لتحقيق النمو
لقد كتبت مؤخرًا مقالاً يشرح لماذا يعتبر بناء العلامة التجارية أكثر أهمية من تحسين محركات البحث. أنصحك بقراءة هذا المقال إن لم تكن قد قرأته بعد. الموضوع باختصار هو أن تحسين محركات البحث يعد أمرًا بالغ الأهمية، ولكنه لا ينبغي أن يكون أولويتك الأولى. فهناك العديد من الخطوات التي ينبغي عليك اتخاذها قبل البدء في تحسين محركات البحث إذا كنت تود ضمان تحقيق نتائج فعّالة حقًا.
عندما تبدأ بتنفيذ استراتيجيات تهيئة موقعك الإلكتروني لمحركات البحث، فإنك تحتاج أيضًا إلى الفريق المناسب للقيام بذلك. بصفتي استشاري في مجاليّ الأعمال والتسويق، هذا ما أساعد الشركات على القيام به كل يوم. إنني أساعد المؤسسة على تحقيق التوافق بين الجهود التسويقية والأهداف الخاصة بها، ثم أساعد في الحصول على العمليات والموارد والأشخاص لضمان وصول الشركة إلى أهدافها وحصولها على عائد استثمار من التسويق الرقمي.
إذا كان هذا الأمر هو ما تحاول تحقيقه أيضًا، فيمكنك الاتصال بي للاستشارة.